شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٧
إلياس بن مضر اللام فيه للتعريف، وألفه ألف وصل، قال المفضل بن سلمة وقد ذكره إلياس النبي عليه السلام: وأما إلياس بن مضر فألفه ألف وصل، واشتقاقه من اليأس، وهو السل، وقال الزبير بن بكار: إلياس بن مضر أول من مات من السل، فسمى السل يأسا، ومن قال إن إلياس بن مضر بقطع الألف على لفظ اسم النبي عليه السلام ينشد:
* أمهتى خنف إلياس أبى * يعنى لا واو، ثم قال: واشتقاقه من قولهم: رجل أليس: أي شجاع، والاليس: الذي لا يفر ولا يبرح من مكانه، وقد تليس أشد التليس، وأسود ليس ولبؤة ليساء " انتهى كلامه.
وهذا يقتضى أنه عربي، فيكون حذف التنوين منه للضرورة، وأما حذف التنوين من خندف فللعلمية والتأنيث وقال بعض فضلاء العجم في شرح أبيات المفصل: " إلياس اسم أعجمي، وقد سمت العرب به، وهو إلياس بن مضر، وكان يجب قطع همزته، ألا ترى إلى قوله تعالى (وإن إلياس لمن المرسلين)؟ لكنه وصلها للضرورة " هذا كلامه وقصي ناظم هذا الرجز هو أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم، قال السهيلي (1): " اسمه زيد، وهو تصغير قصي: أي بعيد، لأنه بعد عن عشيرته في بلاد قضاعة حين احتملته أمه فاطمة مع بعلها ربيعة بن حرام، فنشأ ولا يعلم لنفسه (أبا) إلا ربيعة، ولا يدعى إلا له، فلما كان غلاما سابه رجل من قضاعة فعيره بالدعوة، وقال: لست منا، وإنما أنت فينا ملصق، فدخل على أمه وقد وجم لذلك، فقالت له: يا بنى، صدق، إنك لست منهم، ولكن رهطك خير من رهطه، وآباؤك أشرف من آبائه، وإنما أنت قرشي، وأخوك وبنو عمك بمكة، وهم جيران بيت الله الحرام، فدخل في سيارة حتى أتى مكة، ثم

(1) أنظر الروض الأنف (ح 1 ص 6، 84)
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»