شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ١٥١
وكانت الآطام عزهم وحصونهم يتحرزون فيها من عدوهم، ويزعمون أنه لما بناه هو وغلام له أشرف ثم قال: لقد بنيت حصنا حصينا ما بنى مثله رجل من العرب أمنع منه، ولقد عرفت موضع حجر منه لو نزع لوقع جميعا، فقال غلامه: أنا أعرفه، قال: فأرنيه يا بنى، قال: هو هذا، وصرف إليه رأسه، فلما رأى أحيحة أنه قد عرفه دفعه من رأس الأطم فوقع على رأسه فمات، حتى لا يعرف ذلك الحجر أحد، ولما بناه قال:
* بنيت بعد مستظل ضاحيا * الأبيات الأربعة قال: وكان أحيحة سيد قومه الأوس، وكان رجلا صنعا للمال شحيحا عليه يبيع بيع الربا بالمدينة، حتى كاد يحيط بأموالهم، وكانت له تسع وتسعون بئرا كلها ينضح عليها، انتهى.
قال الزمخشري في كتاب الأمكنة: عصبة: موضع بقباء، وأنشد الشعر المذكور، انتهى.
وقال السمهودي في تاريخ المدينة المنورة: أطم يقال له مستظل عند بئر غرس كان لاحيحة ثم صار لبنى عبد المنذر، انتهى.
وقال صاحب الصحاح: والأطم [مثل الاجم (1)] يخفف ويثقل، والجمع آطام، وهي حصون لأهل المدينة، والواحدة أطمة بفتحات، انتهى.
و " المستظل " معناه موضع الاستظلال، و " الضحيان " بمعنى الضاحى، وهو البارز غير المستتر، وكأنه سماه بهما، ولما لم يستقم له في الشعر الضحيان جاء بالآخر موضعه، وعصبة بفتح العين وسكون الصاد المهملتين فباء موحدة، وليس لهذه الكلمات ذكر في معجم ما استعجم لأبي عبيد البكري، ولا في

(1) سقطت هذه الكلمة من بعض النسخ، وهي ثابتة في بعض
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»