الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٥٠٤
والقصد إليه هو المعنى إذا كان المقصود في الحقيقة حادث. وقولهم عنيت بكلامي زيدا كقولك أردته بكلامي ولا يجوز أن يكون زيد في الحقيقة مرادا مع وجوده فدل ذلك على أنه عنى ذكره وأريد الخبر عنه دون نفسه. والمعنى مقصور على القول دون ما يقصد. ألا ترى أنك تقول معنى قولك كذا ولا تقول معنى حركتك كذا ثم توسع فيه فقيل ليس لدخولك إلى فلان معنى والمراد أنه ليس له فائدة تقصد ذكرها بالقول. وتوسع في الحقيقة ما لم يتوسع في المعنى فقيل لا شئ إلا وله حقيقة ولا يقال لا شئ إلا وله معنى. ويقولون حقيقة الحركة كذا ولا يقولون معنى الحركة كذا هذا على أنهم سمو الأجسام والاعراض معاني إلا أن ذلك توسع والتوسع يلزم موضعه المستعمل فيه ولا يتعداه.
2040 الفرق بين المعنى والغرض: أن المعنى القصد الذي يقع به القول على وجه دون وجه على ما ذكرنا (1) والكلام لا يترتب في الاخبار والاستخبار وغير ذلك إلا بالقصد فلو قال قائل: محمد رسول الله ويريد محمد بن جعفر كان ذلك باطلا ولو أراد محمد بن عبد الله عليه السلام كان حقا أو قال زيد في الدار يريد بزيد تمثيل النحويين لم يكن مخبرا. والغرض هو المقصود بالقول أو الفعل بإضمار مقدمة ولهذا لا يستعمل في الله تعالى غرضي بهذا الكلام كذا اي هو مقصودي به وسمي غرضا تشبيها بالغرض الذي يقصده الرامي بسهمه وهو الهدف وتقول معنى قول الله كذا لان الغرض هو المقصود وليس للقول مقصود فإن قلت ليس للقول قصد أيضا قلنا هو مجاز والمجاز يلزم موضعه ولا يجوز القياس عليه فتقول غرض قول الله كما تقول معنى قول

(1) في العدد: 2039.
(٥٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 ... » »»
الفهرست