الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٣٨٨
إسقاط اللوم والذم ولا يقتضي إيجاب الثواب، ولهذا يستعمل في العبد فيقال عفا زيد عن عمرو وإذا عفا عنه لم يجب عليه إثابته، إلا أن العفو والغفران لما تقارب معناهما تداخلا واستعملا في صفات الله جل اسمه على وجه واحد فيقال عفا الله عنه وغفر له بمعنى واحد، وما تعدى به اللفظان يدل على ما قلنا وذلك أنك تقول عفا عنه فيقتضي ذلك إزالة شئ عنه وتقول غفر له فيقتضي ذلك إثبات شئ له.
1559 الفرق بين قوله لا يغفر أن يشرك به وقوله لا يغفر الشرك به: فيما قال علي بن عيسى: أن لا تدل على الاستقبال وتدل على وجه الفعل في الإرادة ونحوها إذا كان قد يريد الانسان الكفر مع التوهم أنه إيمان كما يريد النصراني عبادة المسيح ويجوز إرادته أن يكفر مع التوهم أنه إيمان. والفرق من جهة أخرى أن المصدر لا يدل على زمان وان يفعل على (1) يدل على زمان ففي قولك إن مع الفعل زيادة ليست في الفعل.
1560 الفرق بين الغفلة والسهو: أن الغفلة تكون عما يكون، والسهو يكون عما لا يكون تقول غفلت عن هذا الشئ حتى كان ولا تقول سهوت عنه حتى كان لأنك إذا سهوت عنه لم يكن ويجوز أن تغفل عنه ويكون، وفرق آخر أن الغفلة تكون عن فعل الغير تقول كنت غافلا عما كان من فلان ولا يجوز أن يسهى عن فعل الغير.
1561 الفرق بين الغفلة والسهو (2): قيل: السهو عدم التفطن للشئ مع بقاء صورته أو معناه في الخيال أو الذكر بسبب اشتغال النفس

(1) هكذا في الأصل، ولعلها زائدة راجع الرقم 1189. (2) السهو والغفلة في الكليات 3: 25.
التعريفات (الغفلة 168). المفردات (غفل 453). الفرائد: 134.
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»
الفهرست