موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٣٨٣
ابن مهران الأعمش، وكان من الزهاد والفقهاء، والذي استفدته من تصفح التواريخ أنه من الشيعة الإمامية.
وقال المجلسي (1): دخل على الأعمش في علته التي قبض فيها ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة، فسألوه عن حاله، فذكر ضعفا شديدا وذكر ما يتخوف من خطيئاته، وأدركته رقة فبكى، فأقبل أبو حنيفة فقال: يا أبا محمد، اتق الله وانظر لنفسك، فإنك في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها خيرا لك، قال الأعمش:
مثل ماذا يا نعمان؟ قال: مثل حديث عباية: أنا قسيم النار، قال: أو لمثلي تقول يا يهودي؟ أقعدوني، سندوني، حدثني - والذي إليه مصيري - موسى بن طريف - ولم أر أسديا كان خيرا منه - قال: سمعت عباية بن ربعي أمام الحي قال:
سمعت عليا أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: أنا قسيم النار، أقول: هذا وليي دعيه وهذا عدوي خذيه.
وعنه، عن أبي سعيد الخدري (رض)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إذا كان يوم القيامة يأمر الله عز وجل فأقعد أنا وعلي على الصراط، ويقال لنا:
أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما، وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما، قال أبو سعيد: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما آمن بالله من لم يؤمن بي ومن لم يتول - أو قال - لم يحب عليا.
وقال الذهبي (2): سليمان بن مهران الأعمش الإمام أبو محمد الأسدي مولاهم

(١) بحار الأنوار ٢٩: ١٩٦.
(2) تأريخ الإسلام (وفيات 141 - 160): 161.
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»