موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٣٠٦
عند الصادقين (عليهما السلام). وللصادق (عليه السلام) فيه كلمات تكشف عن محل لا ينال ودرجة لا يساوقه فيها إلا قلائل من نخبة رجالهم، وسيأتي البعض منها في بريد العجلي مثل قوله: أوتاد الأرض وأعلام الدين أربعة، وعد منهم ليثا هذا، وقوله:
أصحاب أبي كانوا زينا أحياء وأمواتا، وعد منهم ليثا هذا، وقوله: بشر المخبتين بالجنة، وعده منهم، إلى كثير سوى هذا، وقد رأى في نفسه كرامات من الصادق (عليه السلام)، منها مسحه على عينيه حتى أبصر ثم إعادته إلى حاله الأولى، ومنها نهيه عن دخوله عليه جنبا، وكان قد دخل عليه وهو جنب اختيارا.
وصفوة القول أن الرجل كان من أعاظم المحدثين، وأعيان الفقهاء، ومن نظر في كتب الحديث عرف كثرة ما له من الحديث، وشأنه أكبر من أن يذكر بوثاقة وجلالة قدر.
وقد سبق ذكره في أصحاب الباقر (عليه السلام) في المجلد الثامن من هذه الموسوعة.
9 - أبو حمزة الثمالي (1):
أبو حمزة الثمالي، ثابت بن أبي صفية دينار، روى عن السجاد والباقر والصادق (عليهم السلام)، وبقي إلى زمن الكاظم (عليه السلام)، قيل مات عام 150، فتكون وفاته بعد مضي سنتين من إمامة الكاظم.
وكان أبو حمزة من جلالة القدر وعظم المنزلة بالمحل الأرفع حتى قال فيه الرضا (عليه السلام): " أبو حمزة في زمانه كلقمان في زمانه، وذلك أنه خدم أربعة منا:
علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وبرهة من عصر موسى

(1) سبق ذكره في أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) في المجلد الثامن من هذه الموسوعة.
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»