موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٢٩٧
أبا عبد الله (عليه السلام) قال: " أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان ". وهذا ينبيك عن كبير مقامه لديه، وعظيم منزلته عنده، يا ترى ما شأن من يوجع موته قلب الإمام الصادق (عليه السلام)؟
وكان غزير العلم قوي الحجة، ويشهد لذلك قول الباقر (عليه السلام) له:
إجلس في مسجد المدينة وافت الناس فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك.
وقول الصادق (عليه السلام) له: ناظر أهل المدينة فإني أحب أن يكون مثلك من رجالي.
كان أبان مقدما في كل فن في علم القرآن، والفقه، والحديث، والأدب، واللغة، والنحو، وله كتب، منها في تفسير غريب القرآن، وكتاب الفضائل، وله كتاب في حرب صفين، وكتاب من الأصول في الروايات عن مذهب أهل البيت وكتاب معاني القرآن لطيف، وكتاب القراءات وغيرها من مصنفاته.
فلو لم يكن بتلك الغزارة من الفضل، والقوة في الحجة، لما عرضه الإمامان الباقر والصادق (عليهما السلام) لتلك المآزق والمخاطر، فإن فشله فشل لهما.
وقد روى عن الصادق فحسب ثلاثين ألف حديث، كما أخبر عن ذلك الصادق نفسه، وأمر أبان بن عثمان أن يرويها عنه.
وما كان متخصصا بالحديث والكلام فحسب بل كان متضلعا في عدة علوم جليلة، كالتفسير والأدب واللغة والنحو والقراءة، وسمع من العرب وحكى عنهم وصنف كتاب الغريب في القرآن، وذكر شواهده من الشعر.
ومن سمو مقامه اتفاق الفريقين على وثاقته، فقد وثقه جهابذة القوم في الحديث مع اعترافهم بتشيعه، منهم أحمد، ويحيى، وأبو حاتم، والنسائي، وابن عدي، وابن عجلان، والحاكم، والعقيلي، وابن سعد، وابن حجر، وابن حبان،
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»