فاطمة والمفضلات من النساء - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٧٠
إلي إلي يا أخي فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن فقال له أصحابه: يا رسول الله ما ترى أحدا من هؤلاء إلا بكيت، أو ما فيهم من تسر برؤيته؟ فقال (ص) والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية إني وإياهم لأكرم الخلائق على الله عز وجل، وما على الأرض نسمة أحب ألي منهم.
أما علي بن أبي طالب فإنه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وصاحب حوضي وشفاعتي، وهو ولي كل مسلم وإمام كل مؤمن، وقائد كل تقي، وهو وصيي وخليفتي على أهلي وأمتي في حياتي وبعد مماتي، ومبغضه مبغضي، بولايته صارت أمتي مرحومة، وبعداوته صارت المخالفة له ملعونة، وإني بكيت لما رأيته لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي حتى يزال عن مقعدي وقد جعله الله له بعدي ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور عند الله شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.
وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وهي بضعة مني، وهي نور عيني وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الإنسية. متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي أنظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار، وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي إلى أن قال (ص): فلا تزال بعدي محزونة باكية، فتتذكر انقطاع الوحي عن بيتها
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»