فاطمة والمفضلات من النساء - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٥٧
عن عمران بن حصين قال: إن النبي (ص) قال لي: ألا تنطلق بنا نعود فاطمة فإنها تشتكي؟ قلت: بلى. قال: فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها فسلم وأستأذن وقال: أدخل أنا ومن معي؟ قالت: نعم ومن معك يا أبتاه، قالت: فوالله ما علي إلا عباءة، فقال لها: اصنعي بها كذا واصنعي بها كذا فعلمها كيف تستتر، فقالت: والله ما على رأسي من خمار، قال فأخذ ملاءة كانت عليه وقال: اختمري بها: ثم أذنت لنا فدخلنا، (1) فقال: كيف تجدينك يا بنية؟ قالت إني لوجعة، وإنه ليزيدني أنه مالي طعام آكله، قال يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت: يا أبت فأين مريم بنت عمران؟ قال: تلك سيدة نساء عالمها. وأنت سيدة نساء عالمك، وفي بعض النصوص وأنت سيدة نساء العالمين، أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة وفي بعض النصوص: ولا يبغضه إلا منافق.
مصادر حديث عمران بن حصين 1 - رواه أبو نعيم في (حلية الأولياء) ج 2 ص 42.

(1) هذا من زهد أهل البيت (ع) في هذه الدنيا الفانية لفاطمة - وهي بنت رسول الله (ص) نبي المسلمين ورئيسهم - عباءة واحدة لا غير، وما عندها خمار تختمر به فليعتبر بذلك رؤساء المسلمين وقادتهم. نعم زهدوا في الدنيا واكتفوا منها باليسير فأعطاهم الله شرف الدنيا والآخرة وأبقى ذكرهم الجميل الحسن خالدا ما خلد الدهر.
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»