صحيفة الزهراء (ع) - جمع الشيخ جواد القيومي - الصفحة ٢٢٨
فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكة النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأقلين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، واطلع الشيطان رأسه من مغرزه، هاتفا بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا، وأحمشكم فألفاكم غضابا، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير مشربكم.
هذا، والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، والرسول لما يقبر، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة، الا في الفتنة سقطوا، وان جهنم لمحيطة بالكافرين.
فهيهات منكم، وكيف بكم، وانى تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، واحكامه زاهرة، واعلامه باهرة، وزواجره لائحة، وأوامره واضحة، وقد خلفتموه وراء ظهوركم، أ رغبة عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟
بئس للظالمين بدلا، ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين.
(٢٢٨)
مفاتيح البحث: الخسران (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 220 222 224 226 228 230 232 234 236 238 ... » »»