صحيفة الزهراء (ع) - جمع الشيخ جواد القيومي - الصفحة ٢٣٨
باخراج الرسول وهم بدؤكم أول مرة، أتخشونهم فالله أحق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين.
الا، وقد أرى ان قد أخلدتم إلى الخفض، وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض، وخلوتم بالدعة، ونجوتم بالضيق من السعة، فمججتم ما وعبتم، ودسعتم الذي تسوغتم، فان تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فان الله لغني حميد.
الا، وقد قلت ما قلت هذا على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وحوز القناة، وبثة الصدر، وتقدمة الحجة، فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر، نقبة الخف، باقية العار، موسومة بغضب الجبار وشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة.
فبعين الله ما تفعلون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وانا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعملوا انا عاملون، وانتظروا انا منتظرون.
فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان، وقال:
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 230 232 234 236 238 240 242 244 246 248 ... » »»