حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ١٧٩
الإمام الصادق (عليه السلام) بين الصفا والمروة، ولم يرو عنه، روى عن الإمام الكاظم ، والإمام الرضا (عليهما السلام)، وكان وكيلا للإمام الرضا، ومن خاصته، وقد قال عبد العزيز بن المهتدي للإمام الرضا (عليه السلام): إني لا أقدر على لقائك في كل وقت، فعمن أخذ معالم ديني؟ فقال (عليه السلام): خذ عن يونس بن عبد الرحمن (1).
ويقول الرواة: إن الإمام الرضا (عليه السلام) ضمن الجنة ليونس ثلاث مرات (2) وقال (عليه السلام) في حقه: يونس بن عبد الرحمن هو كسلمان في زمانه (3).
وروى يونس قال: مات أبو الحسن موسى (عليه السلام)، وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير، وذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار، قال: رأيت ذلك، وتبين لي الحق، وعرفت من أمر أبى الحسن الرضا (عليه السلام) ما علمت فكلمت، ودعوت الناس إليه، قال: فبعثا - أي زياد القندي وعلي بن أبي حمزة - إلي، وقالا لي: لا تدعو إلى هذا إن كنت تريد المال فنحن نغنيك، وضمنا لي عشرة الآلف دينار، قال يونس: فقلت لهما: إنا روينا عن الصادقين (عليهم السلام) أنهم قالوا:
إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فان لم يفعل سلب عنه نور الايمان وما كنت ادع الجهاد، وأمر الله على كل حال، قال: فناصباني، وأظهرا لي العداوة (4).
وأثرت عن أئمة الهدى عليهم أخبار كثيرة في مدحه، والثناء عليه وانه من عمالقة التقوى، ومن علماء آل محمد (ص) وقبال تلك الأخبار وردت أخبار في ذمه، وهي إما موضوعة، أو أنها جاءت لأجل التقليل من أهميته في ذلك العصر الذي عانت الشيعة ألوانا مريرة من المأسي والخطوب.
الف يونس مجموعة كبيرة من الكتب معظمها في الفقه، وبعضها في تفسير القرآن الكريم، توفي رحمه الله في المدينة المنورة ودفن مجاورا لقبر النبي (صلى الله عليه

(1) الكشي.
(2) معجم رجال الحديث.
(3) الكشي.
(4) الكشي.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست