حقوق آل البيت (ع) في الكتاب والسنة باتفاق الأمة - الشيخ محمد حسين الحاج - الصفحة ٢٠٩
(يوفون): الوفاء معناه المبالغة في تأدية الواجب والذي يفي بما أوجبه على نفسه فبطريق أولى أن يكون بما أوجبه الله تعالى عليه أوفى.
وهذا منتهى الخضوع والعبودية لله تبارك وتعالى من أهل البيت عليهم السلام.
(حبه): والضمير في الحب عائد إلى الطعام ومعناه توق النفس والحاجة إليه وما أرفعها درجة كشفت عن أجلي مظاهر البر والايثار عند أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.
ولا عجب! وهم الذين مدحوا في محكم التنزيل:
(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) (1).
ثم إن هذه الفضيلة الرفيعة من الايثار كانت خالصة لوجهه تعالى فلم يكن الاطعام لأمر دنيوي حتى ولا لأمر أخروي وانما كان خالصا لوجهه الكريم بصريح النص وهذا مصداق قول مولى المتقين وأول الموحدين الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
(الهي ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك وانما وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك) (2).
ومما يزيد البرهان قوة تصدر الآية الشريفة ب (أنما) التي هي من أدل أدوات الحصر كما في علم المعاني بالإضافة إلى أن المولى عز وجل أبي الا أن يظهر نيتهم التي أخفوها له وحده بقوله عز من قائل:

(1) الحشر آية 9.
(2) جامع السعادات.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 213 214 215 ... » »»