الأزمة، وذوو الأرحام أحق بالرفد (1)، وأولى بحمل (2) الكل في ساعة الجهد. فانطلق بنا إليه لنعينه على ما هو عليه، فلنحمل عنه بعض أثقاله ونخفف عنه من عياله يأخذ كل واحد منا واحدا " من بنيه، ليسهل ذلك عليه بعض ما ينوء فيه. فقال العباس: نعم ما رأيت والصواب فيما أتيت هذا والله الفضل الكريم، والوصل الرحيم. فلقيا أبا طالب فصبراه، ولفضل آبائه ذكراه وقالا له: إنا نريد أن نحمل عنك بعض المال، فادفع إلينا من أولادك من تخف (3) عنك به الأثقال. فقال أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلا " وطالبا "، فافعلا ما شئتما. فاخذ العباس جعفرا "، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وآله - عليا ". فانتخبه (4) لنفسه، واصطفاه لمهم أمره وعول عليه في سره وجهره، وهو مسارع لمرضاته، موفق للسداد في جميع حالاته.
وقد روي: من طريق آخر أن العباس بن عبد المطلب أخذ جعفرا " وأخذ حمزة (5) طالبا "، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وآله - عليا ".