الأئمة الإثني عشر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٧٦
ثم خرج الإمام من مكة متوجها إلى الكوفة يوم التروية أو يوما قبله مع أهل بيته وجماعة من أصحابه وشيعته، وكان كتاب من مسلم بن عقيل قد وصل إليه يخبره ببيعة ثمانية عشر ألفا من أهل الكوفة، وذلك قبل أن تنقلب الأمور على مجاريها بشكل لا تصدقه العقول، حيث استطاع عبيد الله بن زياد بخبثه ودهائه، وافراطه في القتل، أن يثبط همم أهل الكوفة، وأن تنكث بيعة الإمام الحسين - عليه السلامويقتل سفيره بشكل وحشي بشع.
ولما أخذ الإمام - عليه السلام - يقترب من الكوفة استقبله الحر بن يزيد الرياحي بألف فارس مبعوثا من الوالي عبيد الله بن زياد لاستقدامه واكراهه على اعطاء البيعة ليزيد وارساله قهرا إلى الكوفة، فعند ذلك قام الإمام وخطب بأصحابه وأصحاب الحر بقوله: أيها الناس إن رسول الله قال: من رأى سلطانا جائرا مستحلا حرم الله ناكثا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباده بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله، ألا وأن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفئ، وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله، وأنا أحق من غير (1).

(1) الطبري: التاريخ 4 / 304 حوادث سنة 61 هجري، وأما ما جرى على الإمام وأهل بيته حتى نزل أرض كربلاء فراجع المقاتل.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»