الأئمة الإثني عشر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٤٠
ولم يزل ذلك الامر بالإمام - عليه السلام -، ينقل من سجن إلى سجن حتى انتهى به الأمر إلى سجن السندي بن شاهك (1)، وكان فاجرا فاسقا، لا يتورع عن أي شئ تملقا ومداهنة للسلطان، فغالى في سجن الإمام - عليه السلام - وزاد في تقييده حتى جاء أمر الرشيد بدس السم للكاظم - عليه السلام -، فأسرع السندي إلى انفاذ هذا الأمر العظيم واستشهد الإمام - عليه السلام - بعد طول سجن ومعاناة في عام 183 هجري.
(١) قال أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين 502: لما اعتقل الرشيد الإمام الكاظم - عليه السلام - أمر بارساله إلى البصرة ليسجن عند عيسى بن جعفر المنصور، وكان على البصرة حينئذ، فحبس عنده سنة، ثم كتب إلى الرشيد: أن خذه مني وسلمه إلى من شئت، وإلا خليت سبيله، فقد اجتهدت أن آخذ عليه حجة فما أقدر على ذلك، حتى أني لأتسمع عليه إذا دعا لعله يدعو علي أو عليك، فما أسمعه يدعو إلا لنفسه، يسأل الله الرحمة والمغفرة.