الأئمة الإثني عشر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١
بسم الله الرحمن الرحيم تعرف الشيعة الإمامية بالفرقة الاثني عشرية، ومبعث هذه التسمية هو اعتقادهم باثني عشر إماما من بني هاشم نص عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما هو معلوم للجميع، ومن ثم نص كل إمام على الإمام الذي بعد، بشكل يخلو من الشك والابهام.
لقد تضافر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه يملك هذه الأمة اثنا عشر خليفة كعدد نقباء بني إسرائيل. وكما هو معلوم ومبسط في كتب الشيعة بشكل لا يقبل الشك. إن هذه الروايات مع ما فيها من المواصفات لا تنطبق إلا على أئمة الشيعة والعترة الطاهرة وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الشجرة وهم أغصانها، والدوحة وهم أفنانها، ومنبع العلم وهم عيبته، ومعدن الحكم وهم خزائنه، وشارع الدين وهم حفظته، وصاحب الكتاب وهم حملته (1) فتلزم علينا معرفتهم، كيف وهم أحد الثقلين اللذين تركهما الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، قدوة للأمة ونورا على جبين الدهر.

(1) اقتباس مما ذكره أمين الإسلام الطبرسي في مقدمة كتابه إعلام الورى بأعلام الهدى 3.
ونحن نحاول هنا أن نعرض في هذا الفصل موجزا عن أحوالهم وحياتهم متوخين الاختصار والايجاز في ما نورده، لأن بسط الكلام عنهم يحتاج إلى تدوين موسوعة كبيرة، وقد قام بذلك لفيف من علماء الإسلام فأثبتوا الشئ الكثير عن حياتهم وسيرتهم وأقوالهم، جزاهم الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء.
(١)