يتعارض هذا مع الوظائف التي وزعت على الرجل والمرأة في الأسرة الإسلامية ولا مع القيمومة التي أعطيت للرجل على المرأة فيها. فإن هذه القيمومة التي اضطلع الرجل بموجبها بإدارة معاش البيت والحفاظ على وحدته لا تعبر إلا عن توزيع طبيعي للوظائف في مجتمع صغير وهو الأسرة المتكونة من أب يعيل ويحافظ وأم تلد وتربي فهي ليست قيمومة أفضلية وإلا لكان كل رجل قيما على المرأة التي يعايشها وإن كانت أمه أو أخته وليس الأمر كذلك.. هذا بعض ما عناه الإمام الصادق (ع) في قوله إن المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح. وقد أراد الإمام أيضا أن يفتح أمام المرأة مجالا يمكنها فيه من أن تسمو بصلاحها على ألف رجل غير صالح، وأن تثبت للمجتمع أنها مؤهلة للتفوق على الرجال إذا تقدمت عليهم بالتقوى والصلاح، وانعكس ذلك في مختلف حقول حياتها العائلية والاجتماعية. ولا يكفي أن تكون صالحة في بعض تلك الحقول دون بعض بل المرأة الصالحة هي التي أنشرح صدرها للإسلام ولتعاليمه فطهرت روحياتها من عوامل الشر وعقمت فكرتها من شوائب الأهواء الشيطانية وحسنت سيرتها في محيطها الخاص ومحيطها العام،
(٧٨)