البحث حول المهدي عجّل اللّه فرجه - السيد محمد باقر الصدر - ج ١ - الصفحة ٨٧
ونصل الآن إلى السؤال الرابع وهو يقول: هب أن فرضية القائد المنتظر ممكنة بكل ما تستبطنه من عمر طويل، وإمامة مبكرة، وغيبة صامتة، فإن الإمكان لا يكفي للاقتناع بوجوده فعلا.
فكيف نؤمن فعلا بوجود المهدي؟ وهل تكفي بضع روايات تنقل في بطون الكتب عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) للاقتناع الكامل بالإمام الثاني عشر على الرغم مما في هذا الافتراض من غرابة وخروج عن المألوف؟ بل كيف يمكن أن نثبت أن للمهدي وجودا تاريخيا حقا وليس مجرد افتراض توفرت ظروف نفسية لتثبيته في نفوس عدد كبير من الناس؟ (1) والجواب: إن فكرة المهدي بوصفه القائد المنتظر لتغيير العالم إلى الأفضل قد جاءت في أحاديث الرسول الأعظم عموما، وفي روايات أئمة أهل البيت

(1) هذه التساؤلات يطرحها السيد الشهيد (رضي الله عنه) بصفتها من الإشكالات التي أثيرت وتثار عادة حول المهدي (عليه السلام)، وهي أقصى ما يثار في هذا الصدد، حتى إن بعض الكتاب المعاصرين قد أثاروها أخيرا مدفوعين بدوافع غير علمية، مصحوبة تلك الإثارة بضجيج مكثف، ومحاولات بائسة من الوهابية لترويجها وتبنيها، ولا تخفى الدوافع بعد ذلك على أحد. وقد أجاب الإمام الشهيد بجواب علمي لمن يريد الحقيقة. راجع ما كتبناه في المقدمة أيضا.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»