البحث حول المهدي عجّل اللّه فرجه - السيد محمد باقر الصدر - ج ١ - الصفحة ٩٠
وأن الخلفاء اثنا عشر (1). فإن هذه الروايات تحدد تلك الفكرة العامة وتشخيصها في الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، وهي روايات بلغت درجة كبيرة من الكثرة والانتشار على الرغم من تحفظ الأئمة (عليهم السلام) واحتياطهم في طرح ذلك على المستوى العام، وقاية للخلف الصالح من الاغتيال أو الإجهاز السريع على حياته (2). وليست الكثرة العددية للروايات هي الأساس الوحيد لقبولها، بل هناك إضافة إلى ذلك مزايا وقرائن تبرهن على صحتها، فالحديث النبوي الشريف عن الأئمة أو الخلفاء أو الأمراء بعده وأنهم اثنا عشر إماما أو خليفة أو أميرا - على اختلاف متن الحديث في طرقه المختلفة - قد أحصى بعض المؤلفين رواياته فبلغت أكثر من مائتين وسبعين رواية (3) مأخوذة من أشهر كتب الحديث عند الشيعة والسنة بما في ذلك البخاري (4) ومسلم (5) والترمذي (6) وأبي داود (7)

(١) حديث " الخلفاء بعدي اثنا عشر كلهم من قريش " أو " لا يزال هذا الدين قائما ما وليه اثنا عشر كلهم من قريش ".
هذا الحديث متواتر، روته الصحاح والمسانيد بطرق متعددة وإن اختلف في متنه قليلا.
نعم، اختلفوا في تأويله واضطربوا. راجع: صحيح البخاري ٩: ١٠١ كتاب الأحكام - باب الاستخلاف. صحيح مسلم ٢: ١١٩ كتاب الإمارة. مسند أحمد ٥: ٩٠، ٩٣، ٩٧.
(٢) راجع الغيبة الكبرى / السيد محمد الصدر: ص ٢٧٢ وما بعدها.
(٣) راجع التاج الجامع للأصول ٣: ٤٠ قال: رواه الشيخان والترمذي، وراجع في تحقيق الحديث وطرقه وأسانيده كتاب الإمام المهدي (عليه السلام) / علي محمد علي دخيل.
(٤) صحيح البخاري / المجلد الثالث / ٩: ١٠١، كتاب الأحكام - باب الاستخلاف. طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت.
(٥) و (٦) و (٧) راجع: التاج الجامع للأصول ٣: ٤٠، قال تعقيبا على الحديث: رواه الشيخان والترمذي، وفي الهامش قال: رواه أبو داود في كتاب المهدي بلفظ: " لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة... "، وراجع سنن أبي داود ٢: ٢٠٧.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»