البحث حول المهدي عجّل اللّه فرجه - السيد محمد باقر الصدر - ج ١ - الصفحة ٨١
ج - إن الشروط التي كانت هذه المدرسة وما تمثله من قواعد شعبية في المجتمع الإسلامي، تؤمن بها وتتقيد بموجبها في تعيين الإمام والتعرف على كفاءته للإمامة، شروط شديدة، لأنها تؤمن بأن الإمام لا يكون إماما إلا إذا كان أعلم علماء عصره (1).
د - إن المدرسة وقواعدها الشعبية كانت تقدم تضحيات كبيرة في سبيل الصمود على عقيدتها في الإمامة، لأنها كانت في نظر الخلافة المعاصرة لها تشكل خطا عدائيا، ولو من الناحية الفكرية على الأقل، الأمر الذي أدى إلى قيام السلطات وقتئذ وباستمرار تقريبا حملات من التصفية والتعذيب، فقتل من قتل، وسجن من سجن، ومات في ظلمات المعتقلات المئات. وهذا يعني أن الاعتقاد بإمامة أئمة أهل البيت كان يكلفهم غاليا (2)، ولم يكن له من الإغراءات سوى ما يحس به المعتقد أو يفترضه من التقرب إلى الله تعالى والزلفى عنده.
ه‍ - إن الأئمة الذين دانت هذه القواعد لهم بالإمامة لم يكونوا معزولين عنها،

(١) كون الإمام أعلم أهل زمانه أمر متسالم عليه عند الإمامية. راجع: الباب الحادي عشر / العلامة الحلي، هذا وقد عرضوا لأكثر من اختبار صلوات الله وسلامه عليهم لإثبات هذا المدعى، ونجحوا فيه.
راجع: الصواعق المحرقة لابن حجر: ص ١٢٣، فقد نقل تفصيلا في هذه المسألة عن مسائل يحيى بن أكثم للإمام الجواد (عليه السلام).
(٢) إن الاعتقاد بإمامة الأئمة كلف أتباعهم غاليا، وهذا ثابت تاريخيا، وليس إلى إنكاره من سبيل، والشاهد يدل على الغائب أيضا. راجع: مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»