البحث حول المهدي عجّل اللّه فرجه - السيد محمد باقر الصدر - ج ١ - الصفحة ١٠٤
على مر الزمن، وفي هذا الإطار بإمكان الفرد أن يكون أكبر من ببغاء في تيار التاريخ، وبخاصة حين ندخل في الحساب عامل الصلة بين هذا الفرد والسماء (1).
فإن هذه الصلة تدخل حينئذ كقوة موجهة لحركة التاريخ. وهذا ما تحقق في تاريخ النبوات، وفي تاريخ النبوة الخاتمة بوجه خاص، فإن النبي محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بحكم صلته الرسالية بالسماء تسلم بنفسه زمام الحركة التاريخية، وأنشأ مدا حضاريا لم يكن بإمكان الظروف الموضوعية التي كانت تحيط به أن تتمخض عنه بحال من الأحوال، كما أوضحنا ذلك في المقدمة الثانية للفتاوى الواضحة (2).
وما أمكن أن يقع على يد الرسول الأعظم يمكن أن يقع على يد القائد المنتظر من أهل بيته الذي بشر (3) به ونوه عن دوره العظيم.

(1) راجع: كتاب الأبطال (البطل في صورة نبي) / توماس كارليل / ترجمة الدكتور السباعي، سلسلة الألف كتاب - مصر.
(2) راجع المقدمة الثانية في الفتاوى الواضحة: ص 63، وفيها توضيح وتفصيل لهذه المسألة.
(3) التاج الجامع للأصول 5: 343، عن أبي سعيد (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ".
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 » »»