وكثير من الشعراء والأدباء والامراء المعروفين واقتصرت في تراجمهم على المهم من أحوالهم، حذرا من الاختصار المخل، والاطناب الممل، وأضفت إليه ضروبا من الآداب ما بين كلام منثور، وشعر مرصوف، وموعظة بالغة، وحكمة جامعة، وأحاديث شريفة، وفوائد مهمة علمية، وذكر البلاد وأفلاذ أكبادها وضبط أساميها وكثيرا ما أذكر في خلال التراجم سيما في علماء الإمامية قدس الله تعالى أسرارهم عند ذكر مشايخهم أو تلاميذهم جماعة من المعروفين بأسمائهم بدون الكنى والألقاب، فجاء بحمد الله تعالى كما أردت وأتاني بفضل ربي فوق ما مهدت وقصدت، فعليك به ولو بالعارية، وخذه ولو بقرطي مارية، وتتم مطالبه في ثلاثة أبواب. والله الملهم للخير والصواب في كل باب.
الباب الأول فيما صدر بأب (أبو أحمد الموسوي) الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام والد الشريفين السيد المرتضى والرضي رضي الله تعالى عنهم أجمعين جليل القدر عظيم الشأن اثنى عليه جماعة من العلماء (فمن القاضي نور الله) قال: قال صاحب تأريخ مصر والقاهرة كان الشريف أبو أحمد سيدا عظيما مطاعا وكانت هيبته أشد هيبة ومنزلته عند بهاء الدولة ارفع المنازل ولقبه بالطاهر والأوحد وذوي المناقب وكانت فيه كل الخصال الحسنة إلا أنه كان رافضيا هو وأولاده على مذهب القوم انتهى وكان أبو أحمد نقيب السادات العلوية ببغداد وقاضي القضاة وأمير الحج، توفي سنة 400 (ت) ببغداد ودفن في داره ثم نقل إلى كربلا ودفن في الحائر الشريف قرب قبر أبي عبد الله الحسين " ع "، ورثاه جمع كثير منهم ولداه الشريفان الرضي والمرتضى ومهيار الديلمي وأبو العلاء المعري.