منزلة المرأة في الاسلام أجدني وأنا أتحدث عن الحقوق الزوجية منساقا إلى التحدث عن منزلة المرأة في الاسلام، ورعايته لها وعطفه عليها، ما جعلها حظية سعيدة في ظلاله.
ولا يستطيع الباحث ان يتبين أبعاد حظوتها وسعادتها في عهده الزاهر الا بالمقارنة بينها وبين غيرها من النساء اللاتي سبقنها أو تخلفن عنها في التأريخ، ليستجلي عزتها وتفوقها عليهن.
ولا يستطيع ان يتبين ذلك الا بدراسته على ضوء المبادئ السماوية الخالدة، والقيم المنطقية المبرئة من نوازع الهوى والجهل وسيطرة الأعراف والتقاليد التي لا تصلح أن تكون مقياسا ثابتا وحكما عدلا في تمحيص الحقائق وتقييمها واستجلاء الواقع من المزيف منها، لتلونها بالمحيط الذي نبعت منه والظرف الذي شاعت فيه، فطالما استحسن العرف خلالا قبيحة واستقبح سجايا كريمة، متأثرا بدوافع هذا أو ذاك.
وانما يصلح العرف في التحكيم إذا كان مستنيرا بهدي الله تعالى وتوجيهه السديد الحكيم، فإنه آنذاك لا يخطئ في حكمه، ولا يزيغ عن العدل والصواب.