النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢٦٨
لكن كثيرا من المتأخرين عكسوا القضية فقدموا التعديل على الجرح والنفي على الإثبات وفرضوا السكوت أيضا تعديلا فغلطوا وكان مذهبهم في هذه المسائل بناء على غير أساس وربما كان الحامل لبعضهم على ذلك التعديل حسن الظن أو أن التعديل أحوط ولا عجب من هؤلاء فإن بعضهم حظر جرح فرعون الذي اتبعه الله اللعنة وليس الأمر كما يظنون لأن المجاملة والتساهل لا يجوز في حقوق الله تعالى وقد أوضح جميع ذلك صاحب هذه الرسالة حفظه الله وشكر سعيه ووفاه أجره. (يقدر المخالف) أن يعترض على بعض مسائل الرسالة بكونها مخالفة لبعض أقوال فلان وفلان من العلماء ولكنه لا يقدر أن يعترض على شئ منها بكونه مخالفا لكتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وآله ونحن إذا صرحنا بموافقتنا لجامع هذه الرسالة فإنما نوافقه طاعة لله تعالى ولرسوله عليه الصلاة والسلام وكراهة للظلم وأهله وغيرة على الأمة بكراهة اعدالها المستبدين بالقهر والغضب والنهب لا سيما إمامهم وقدوتهم معاوية الذي هو أول من شق عصا المسلمين وفرق جماعتهم وخضد شوكتهم وأول من سن اغتصاب منصة الخلافة النبوية من أهلها ومستحقيها لمن ليس لها بأهل من الفسقة الفجرة عبيد أغراضهم الشيطانية وأسراء شهواتهم البهيمية المفسدين أمر هذه الأمة وهو أيضا أول داع إلى النار في الإسلام وأول ملك خالف السنة وهجر طريقة الخلفاء الراشدين وقاتل من أمكنه قتاله منهم ولو أنه سكت عن سب مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لساغ لمحبيه من المقلدين والمغفلين دعوة الناس إلى السكوت عن ذكره وذكر فضائحه وهو أول من قيد أفكار الأحرار وأول من نشر بين الأمة الجواسيس الأشرار وأول من عادى أهل البيت الأطهار وسامهم سوء العذاب وأراد بهم الدمار وأول من بدل مودتهم الواجبة عداوة وصلة رحمهم قطيعة وأول من نفض يديه عن التمسك بأحد الثقلين يقول بعض
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 » »»