السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٣
لا تسألوها عن شيء ونهاهم صلى الله عليه وسلم عن الذبائح التي كانوا يذبحونها إلى أصنامهم وقالوا نحن أعوانك وأنصارك ثم انصرنوا وقد أجيزوا أي وكسا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدهم دابر ومنها وفد بني بلى على وزن على مكبرا وهو حي من قضاعة وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد من بلى منهم وهو شيخهم أبو الضبيب تصغير الضب الدابة المعروفة نزلوا على رويفع بن ثابت البلوي وقدم بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له هؤلاء قومي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مرحبا بك وبقومك فاسلموا وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي هداكم للإسلام فمن مات منكم على غير الإسلام فهو في النار قال وفي رواية عن رويفع رضي الله عنه قال قدم وفد قومي فأنزلتهم علي ثم خرجت بهم حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه فسلمنا عليه فقال صلى الله عليه وسلم رويفع فقلت لبيك قال من هؤلاء القوم قلت قومي يا رسول الله قال مرحبا بك وبقومك قلت يا رسول الله قدموا وافدين عليك مقرين بالإسلام وهم على من وراءهم من قومهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يهديه للإسلام فتقدم شيخ الوفد أبو الضبيب فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنا وفدنا إليك لنصدقك ونشهد أنك نبي حق ونخلع ما كنا نعبد وكان يعبد آباءؤنا فقال صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي هداكم للإسلام فكل من مات على غير الإسلام فهو في النار انتهى وقال له أبو الضبيب يا رسول الله إن لي رغبة في الضيافة فهل لي في ذلك أجر قال نعم وكل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقه فقال يا رسول الله ما وقت الضيافة قال ثلاثة أيام فما بعد ذلك صدقه ولا يحل للضيف أن يقيم عندك فيحوجك أي يضيق عليك أي وفي لفظ فيؤثمك أي يعرضك للإثم أي تتكلم بسيء القول قال يا رسول الله أرأيت الضالة من الغنم أجدها في الفلاة من الأرض قال هي لك أو لأخيك أو للذئب قال فالبعير قال مالك وله دعه حتى يجده صاحبه قال رويفع ثم قاموا فرجعوا إلى منزلي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي منزلي يحمل تمرا فقال استعن بهذا التمر فكانوا يأكلون منه ومن
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»