فمسح عليه للاستشفاء ثم أظهر معجزة بزعمه وهو أنه ادخل بيضة في قارورة افتضح بأن البيضة بنت يومها إذا ألقيت في الخل والنوشادر يوما وليلة فإنا تمتد كالخيط فتجعل في القارورة ويصب عليها ماء فتجمد وبهذا يرد على من ورثاه من بني حنيفة بقوله * لهفي عليمك أبا ثمامة * كم أية لك فيهمو * كالشمس تطلع من غمامه * فيقال له كذبت بل كانت آياته معكوسة قال وكتب مسيلمة قبحه الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم كتابا فقال من مسيلمة رسول اله إلى محمد رسول الله أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك وإن لنا نصف الأمر وليس قريش قوما يعدلون وبعث رجلين فكتب اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى مسليمة الكذاب سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ثم قال للرجلين وإنما تقولان مثل ما يقول قالا نعم قال أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما انتهى ومنها وفد طيئ وفيهم زيد الخيل رضي الله تعالى عنه وفد عليه صلى الله عليه وسلم وفيهم قبيصة بن الأسود وسيدهم زيد الخيل قيل له ذلك لخمسة أفراس كانت له أي ولو كان وجه التسمية يلزم اطراده لقيل للزبرقان بن بدر زبرقان الخيل فقد قيل إنه وفد على عبد الملك بن مروان وقاد إليه خمسة وعشرين فرسا ونسب كل واحدة من تلك الأفراس إلى آبائها وأمهاتها وحلف على كل فرس يمينا غير اليمن التي حلف بها على غيرها فقال عبد الملك عجبي من اختلاف أيمانه أشد من عجبي من معرفته بأنساب الخيل وكان زيد الخيل شاعرا خطيبا بليغا جوادا فعرض عليهم صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم وقال صلى الله عليه وسلم في حق زيد الخيل ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما قيل فيه إلا زيد الخيل فإنه لم يبلغ أي ما قيل فيه كل ما فيه وسماه صلى الله عليه وسلم زيد الخير أي فإنه صلى الله عليه وسلم قال له وهو لا يعرفه الحمد لله الذي أتى بك من سهلك وحزنك وسهل قلبك للإيمان ثم قبض صلى الله عليه وسلم على يده فقال من أنت قال أنا زيد الخيل بن مهلهل اشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله فقال له صلى الله عليه وسلم بل أنت زيد
(٢٥٦)