وكتب صلى الله عليه وسلم لأهل أذرح وجرباء ما صورته بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم لأهل أذرح وجرباء أنهم آمنون بأمان الله وأمان محمد وأن عليهم مائة دينار في كل رجب وافية طيبة والله كفيل بالنصح والإحسان إلى المسلمين وصالح صلى الله عليه وسلم أهل ميناء على ربع ثمارهم وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال رأيت ونحن بتبوك شعلة من نار في ناحية العسكر أي ضوء شمعة كما صرح به الجلال السيوطي رحمه الله حيث أجاب من سأله هل الشمع كان موجودا قبل البعثة وهل وقد عنده صلى الله عليه وسلم بأنه كان موجودا قبل البعثة فقد ذكر العسكري رحمه الله في الأوائل أن أول من أوقده جزيمة الأبرش أي وقد تقدم وهو قبل البعثة بدهر وورد في حديث أنه أوقد للنبي صلى الله عليه وسلم عند دفنه عبد الله ذا البجادين قال وقد ألفت في المسألة تأليفا سميته مسامرة السموع في ضوء الشموع قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه فاتبعتها أنظر إليها فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات وإذا هم قد حفروا له ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وأبو بكر وعمر يدليانه وهو يقول أدليا إلى أخاكما فأدلياه اليه فلما هيأه لشقه قال اللهم قد أمسيت راضيا عنه فارض عنه يقول ابن مسعود يا ليتني كنت صاحب الحفرة أي والبجاد بموحدة ككتاب الكساء المخطط الغليظ لأنه لم يكن لعبد الله المذكور الا بجاد واحد فشقه نصفين فاتزر بواحد وارتدى بالآخر وقدم المدينة وأسلم وقرأ قرآنا كثيرا وكان اسمه عبد العزي فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك خرج معه وقال يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة فقال صلى الله عليه وسلم أئتني بلحاء شجرة أي بقشرها فأتاه بذلك قربطه على عضده وقال اللهم حرم دمه على الكفار قال يا رسول الله ليس هذا ما أردت قال إنك إذا أخذتك الحمى فقتلتك فأنت شهيد فأخذته الحمى بعد الإقامة بتبوك أياما ومات بها أي وهذا هو المشهور وروى عن الأدرع الأسلمي وكان في حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جئت ليلة احرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رجل ميت فقيل هذا عبد الله ذو البجادين توفي بالمدينة وفرغوا من جهازه وحملوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم
(١١٨)