السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ١١١
دفعها صلى الله عليه وسلم لهم فجاشت بالماء والى ذلك أشار الإمام السبكي رحمه الله تعالى في تائيته بقوله * فيوما بوقع النيل جئت بشربهم * ويوما بوقع الوبل جدت بسقية * وحينئذ أي وحين إذ ثبت أنه صلى الله عليه وسلم جعل السهام في عين تبوك يسقط الاعتراض بأن وقع النبل لم يكن بتبوك وإنما كان بالحديبية على أن الذي بالحديبية إنما هو غرز سهم واحد لا سهام فليتأمل ثم قال صلى الله عليه وسلم لمعاذا يا معاذ يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ما هنا ملئ جنانا أي بستانين وذكر ابن عبد البر رحمه الله عن بعضهم قال أنا رايت ذلك الموضع كله حوالي تلك العين جنانا خضرة نضرة وقبل قدومهم تبوك نام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يستيقظ حتى كادت الشمس قيد رمح أي وقد كان صلى الله عليه وسلم قال لبلال أكلأ لنا الفجر فاسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه قال ألم أقل لك يا بلال اكلأ لنا الفجر وفي رواية أن بلالا رضي الله عنه قال لهم ناموا وأنا أوقظكم فاضطجعوا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال أين ما قلت قال يا رسول الله ذهب بي مثل الذي ذهب بك أي وفي لفظ أخذ بنفسي الذي اخذ بنفسك وقال صلى الله عليه وسلم للصديق إن الشيطان صار يهدئ بلالا للنوم كما يهدئ الصبي حتى ينام ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا وسأله عن سبب نومه فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما أخبر به النبي الصديق فقال الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم أشهد أنك رسول الله فانتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزله غير بعيد ثم صلى وتقدم في خيبر أي في غزوة وادي القرى فإنها كانت عند منصرفه من خيبر الخلاف في أي غزوة كان وسار صلى الله عليه وسلم مسرعا بقية يومه وليلته فأصبح بتبوك وفي منصرفه من تبوك قال أبو قتادة رضي الله عنه بينا نحن نسير مع رسول الله وهو قافل من تبوك وأنا معه إذ خفق خفقه هو على راحلته فمال على شقه فدنوت منه فدعمته فانتبه فقال من هذا فقلت أبو قتادة يا رسول الله خفت أن تسقط فدعمتك فقال حفظك الله كما حفظت رسوله ثم سار غير كثير ثم فعل مثلها
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»