السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٢
صلى الله عليه وسلم اصنعوا كل شئ الا النكاح أي الوطء وما في معناه وهو مباشرة ما بين السرة والركبة أي فان الآية لم تنص الا على عدم قربانهن بالوطء في الحيض ومن ثم جاء في رواية انما أمرتم ان تعتزلوا مجامعتهن إذا حضن ولم يأمركم باخراجهن من البيوت فبلغ ذلك اليهود فقالوا ا ما يريد هذا الرجل ان يدع من أمرنا شيئا الا خالفنا فيه فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالا ان اليهود قالت كذا فهلا نجامعهن أي نوافقهن فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أي وعند ذلك قال بعض الصحابة فظننا انه قد وجد أي غضب عليهما فلما خرجا استقبلتهما هدية من لبن إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فأرسل في اثرهما فسقاهما فعرفنا انه لم يجد عليهما وذكر المفسرون ان في منع الوطء للحائض اقتصادا من افراط اليهود وتفريط النصارى فإنهم لا يمتنعون من وطء الحيص أي وذكر ان ابن سلام وغيره ممن اسلم من يهود استمروا على تعظيم السبت وكراهة اكل لحم الإبل وشرب البانها فأنكر ذلك عليهم المسلمون فقالوا ان التوراة كتاب الله فنعمل به أيضا فانزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) * أي وفي رواية قالوا له ما هذا السواد الذي في القمر فأجابهم صلى الله عليه وسلم عن ذلك بأنهما كانا شمسين أي شمس في الليل وشمس في النهار قال الله تعالى * (فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) * فالسواد الذي يرى هو المحو أي اثره قال بعضهم في قوله تعالى * (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار) * ان الليل ذكر والنهار أنثى فالليل كادم والنهار كحواء وقد ذكر ان الليل من الجنة والنهار من النار ومن ثم كان الانس بالليل أكثر وجاء انه صلى الله عليه وسلم قال لرجل من علماء اليهود أتشهد أني رسول الله قال لا قال اتقرا التوراة قال نعم قال والإنجيل قال نعم فناشده هل تجدني في التوراة والإنجيل قال نجد مثلك ومثل مخرجك ومثل هيئتك فلما خرجت خفنا أن تكون أنت فنظرنا فإذا أنت لست هو قال ولم ذاك قال معه من أمته سبعون ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب وانما معك نفر يسير قال والذي نفسي بيده لأنا هو وانهم لأكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا وقد سأله صلى الله عليه وسلم اليهود عن الرعد أي
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»