موت النبي صلى الله عليه وسلم بلا خلاف وما في البخاري حديث صحيح مقدم على ما ذكره أهل السير من موتها في حياته صلى الله عليه وسلم وفى البخاري عن أسماء فنزلت بقباء فولدته بها يعنى ولدها عبد الله بن الزبير ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجرة ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شئ دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنكه بتمرة أي بتلك التمرة ففي المواهب وحنكه بها ثم دعا له وبرك عليه وهو أول مولود ولد في الإسلام أي للمهاجرين وفيه أن أسماء إنما قدمت المدينة أي إلى قباء بعد تحوله صلى الله عليه وسلم من قباء ويدل له قول بعضهم قدم آل أبي بكر من مكة وهو صلى الله عليه وسلم يبنى مسجده وأنزلهم أبو بكر في السنح إلا أن يقال يجوز أن يكون صلى الله عليه وسلم جاء إلى قباء بعد ذلك فقد قال بعضهم وهذا السياق يدل على أن عبد الله بن الزبير ولد في السنة الأولى لافى الثانية كما قاله الواحدي وتبعه غيره فقال ولد بعد عشرين شهرا من الهجرة ففرح به المسلمون فرحا شديدا لأن اليهود كانوا يقولون قد سحرناهم فلا يولد لهم مولود وهذا ربما يؤيد القول الثاني إلا أن يقال يجوز أن يكون عبد الله مكث في بطنها المدة المذكورة فقد ذكر أن مالكا رضى الله تعالى عنه مكث في بطن أمه سنتين وكذا الضحاك ابن مزاحم التابعي مكث في بطن أمه سنتين وفى المحاضرات للجلال السيوطي أن مالكا مكث في بطن أمه ثلاث سنين وأخبر سيدنا مالك أن جارة له ولدت ثلاثة أولاد في اثنتي عشرة سنة بحمل أربع سنين وحينئذ يجوز أن تكون سيدتنا أسماء جاءت إلى قباء فولدت سيدنا عبد الله وصادف مجيئه صلى الله عليه وسلم إلى قباء في ذلك اليوم وقد سماه صلى الله عليه وسلم عبد الله وكناه أبا بكر بكنية جده الصديق رضى الله تعالى عنه وروى أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع أو ثمان ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أمره والده الزبير بذلك فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعه وكون آل أبي بكر نزلوا عند مجيئهم المدينة في السنح لا ينافي كون أسماء نزلت بقباء وولدت بها لأنه يجوز أن يكون نزول أسماء في السنح بعد نزولها في قباء قصدا لراحتها لكونها كانت حاملا حتى وضعت والسياق المتقدم يدل على ذلك وكون عبد الله بن الزبير
(٢٧٥)