وأشخص عبادة بن الصامت من الشام لما شكاه معاوية وضرب عمار بن ياسر وكعب بن عبدة ضربه عشرين سوطا ونفاه إلى بعض الجبال وقال لعبد الرحمن بن عوف إنك منافق وإنه أقطع أكثر أراضي بيت المال وأن لا يشترى أحد قبل وكيله وأن لا تسير سفينة في البحر إلا في تجارته وأنه احرق الصحف التي فيها القرآن وأنه أتم الصلاة بمنى ولم يقصرها لما حج بالناس وأنه ترك قتل عبيد الله وقد قتل الهرمزان وقد أجاب عن ذلك كله في الصواعق فراجعه وما رواه الزبير بن بكار عن أنس من أنه صلى الله عليه وسلم لم يعمل اللبن ولم يبن به المسجد إلا بعد أربع سنين من الهجرة رأيت ما يرده في تاريخ للمدينة ونصه ما روى عن أنس واه أو مؤول والمعروف خلافه والله أعلم وعن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو بنى مسجدى هذا إلى صنعاء كان مسجدى قال بعضهم إن صح هذا كان من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم أي لأنه وسع بعد ذلك أي وسعه المهدى وذلك في سنة ستين ومائة ثم زاد فيه المأمون في سنة اثنتين ومائتين وبه يرد القوم بأن المضاعفة خاصة بالموجود حين الإشارة أي لكن المحافظة على الصلاة فيما كان في عهده صلى الله عليه وسلم أولى قال وبنى حجرتين لعائشة وسودة أي بناهما مجاورتين للمسجد وملاصقتين له على طرز بناء المسجد من لبن وجعل سقفهما من جذوع النخل والجريد أي وقدم رجل من أهل اليمامة عند الشروع في بناء المسجد يقال له طلق من بنى حنيفة فعنه رضى الله تعالى عنه قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبنى مسجده والمسلمون يعملون معه فيه وكنت صاحب علاج الطين فأخذت المسحاة وخلطت بها الطين فقال لي يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله امرأ أحسن صنعته وقال لي الزم أنت هذا الشغل فإني أراك تحسنه وفى لفظ إن هذا الحنفي لصاحب طين وفى لفظ قربوا اليماني من الطين فإنه أحسنكم له مسكا وأشدكم منكبا وفى لفظ دعوا الحنفي والطين فإنه من أصنعكم للطين وأرسل وهو في بيت أبى أيوب زيد بن حارثة وأبا رافع مكة وأعطاهما خمسمائة درهم وبعيرين ليأتيا بأهله أي والخمسمائة أخذها من أبى بكر ليشتريا بها ما يحتاجان إليه فاشترى بها زيد ثلاثة أبعرة وأرسل معهما أبو بكر رضى الله تعالى
(٢٧٣)