السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٨
أزج أي رقيق طرف الحاجب أقرن أي مقرون الحاجبين شديد سواد الشعر إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما به أي ارتفع على جلسائه وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاهم من بعيد وأحسنهم من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كأن منطقه خززا ت نظمن يتحدرن ربعة لا تشنؤه أي تبغضه من طول أي من فرط طوله ولا تقتحمه عين من نظر أي لا تتجاوزه إلى غيره اختيارا له غصنا بين عصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر ابتدروا إلى أمره محفود مخدوم محشود له حشد وجماعة لا عابس ولا مفند أي يكثر اللوم اه قال هذه والله صفة صاحب قريش ولو رأيته لا تبعته ولأجتهدن أن أفعل أي وفى الإمتاع ويقال إنها أي أم معبد ذبحت لهم شاة وطبختها فأكلوا منها ووضعت لهم في سفرتهم منها ما وسعته تلك السفرة وبقى عندها أكثر لحمها وفى الخصائص الكبرى أنه صلى الله عليه وسلم بايعها أي أسلمت قبل أن يرتحلوا عنها وفى كلام ابن الجوزي أن أم معبد هاجرت وأسلمت وكذا زوجها هاجر وأسلم أقول في شرح السنة للبغوي وهاجرت هي وزوجها وأسلم أخوها حبيش بن الأصفر واستشهد يوم الفتح وكان أهلها يؤرخون بيوم نزول الرجل المبارك ويقال بأن زوجها خرج في أثرهم فأدركهم وبايعه صلى الله عليه وسلم ورجع وفى الأجوبة المسكتة لابن عون قيل لأم معبد ما بال صفتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه به من سائر صفات من وصفه أي من الرجال فقالت أما علمتم أن نظر المرأة من الرجل أشفى من نظر الرجل إلى الرجل وفى ربيع الأبرار للزمخشري عن هند بنت الجون أنه صلى الله عليه وسلم لما كان بخيمة خالتها أم معبد قام من رقدته فدعا بماء فغسل يديه ثم تمضمض ومج ذلك في عوسجة إلى جانب الخيمة فأصبحت وهى أعظم دوحة أي شجرة ذات فروع كثيرة وجاءت بثمر كأعظم ما يكون في لون الورس ورائحة العنبر وطعم الشهد ما أكل منها جائع إلا شبع ولا ظمآن إلا روى ولا سقيم إلا برئ ولا أكل من ورقها بعير إلا در فكنا نسميها المباركة فأصبحنا في يوم من الأيام وقد سقط ثمرها واصفر
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»