الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٧
وتقرير الشهيد الأول (قدس سره) هذه المسألة في الذكرى واسم المترجم له وتتلمذه على يد المحقق الحلي والسيد ابن طاووس، وإشكاله على المحقق وجواب المحقق له دليل على علو شأنه وعظم منزلته العلمية.
وقد وجه الشيخ يوسف بن حاتم (42) مسألة في فروع فقهية متفرقة عرفت بالمسائل البغدادية قال المحقق الحلي في جوابها: " فإنا مجيبون عما تضمنته هذه الأوراق من المسائل لدلالتها على فضيلة موردها ومعرفة ممهدها، فهو حقيق أن نحقق أمله ونجيبه إلى ما سأله، وبالله التوفيق ". (1) ومن هذا التقريض الفريد يتضح لك منزلة المترجم له عند أستاذه المحقق الحلي (قدس الله روحه الطاهرة) صاحب كتاب شرائع الاسلام والمعتبر والمختصر النافع والذي هو علم من أعلام الطائفة على مر العصور.
وكانت جل هذه المسائل في فروع فقهية مبتكرة لم يتعرض لها أحد قبله، وقد صرح بذلك نفس المحقق (قدس سره) في جواب المسألة السادسة والثلاثين قائلا: " وليس هذه الفروع مما تعرض لها أوائلنا فيذكر عنهم فيها خلاف، بل هو في التفاريع المحدثة، وعلى الباحث استفراغ وسعه في إصابة الحق " وفي هذا النص اعتراف واضح من المحقق رحمه الله للسائل بأنه من أصحاب النظر وعليه استفراغ جهده في استنباط الأحكام.
والبعض الآخر من هذه المسائل كان استفسارا عن مواضع من كلام الشيخ الطوسي (قدس سره) في النهاية، وقد أيده المحقق رحمه الله على تلك الإشكالات وهو يدل على أنه كان من أصحاب النظر والرجوع إلى الأدلة ولكنه كان يتوقف عن الفتوى قال المحقق في جواب المسألة العاشرة: " لا ريب أن في كلام الشيخ (رحمه الله) إشكالا... وبعد هذا التقدير فلا ضرورة لبيان الفرق الذي ذكره الشيخ في النهاية، وينزل الحكم على ظواهر هذه النصوص " وقال (رحمه الله) في جواب المسألة الثالثة عشر: " لا ريب أن في كلام الشيخ (رحمه الله) اضطرابا، ولم يستقم إلا أن يجعل موضع

(١) الرسائل التسع: ص 235 المسائل البغدادية.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 13 ... » »»