مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٤٥٧
في الستر فرفعته حتى خرج ثم سكنت فعاد الستر.
فلما ذهب أقبل بعضهم على بعض قالوا: هل رأيتم؟
قالوا: نعم. فقال بعضهم لبعض: يا قوم هذا رجل له عند الله منزلة ولله به عناية، ألم تروا أنكم لما لم ترفعوا له الستر أرسل الله الريح وسخرها له لترفع الستر له، كما سخرها لسليمان فارجعوا إلى خدمته فهو خير لكم.
فعادوا إلى ما كانوا عليه وزادت عقيدتهم فيه (1).
ومنها: إنه بخراسان امرأة تسمى زينب فادعت أنها علوية من سلالة فاطمة (عليها السلام) وصارت تصول على أهل خراسان بنسبها، فسمع بها علي الرضا فلم يعرف نسبها فأحضرت إليه فرد نسبها وقال: (هذه كذابة) فسفهت عليه وقالت:
كما قدحت في نسبي فأنا أقدح في نسبك. فأخذته الغيرة العلوية فقال (عليه السلام) لسلطان خراسان (2) وكان لذلك السلطان بخراسان موضع واسع فيه سباع مسلسلة للانتقام من المفسدين يسمى ذلك الموضع (بركة السباع) إذا أراد الانتقام من بعض المجرمين الخارجين عليه ألقاه بينهم فافترسوه لوقته.
فأخذ الرضا بيد تلك المرأة وأحضرها عند ذلك السلطان وقال: (هذه كذابة على علي وفاطمة، وليست من نسلهما، فإن من كان حقا بضعة من فاطمة وعلي فإن لحمه حرام على السباع، فألقوها في بركة السباع، فإن كانت صادقة فإن السباع لا تقربها، وإن كانت كاذبة فتفترسها السباع) فلما سمعت ذلك منه قالت:
فأنزل أنت إلى السباع، فإن كنت صادقا فإنها لا تقربك وإلا افترستك. فلم يكلمها وقام فقال له ذلك السلطان: إلى أين؟ فقال له: (إلى بركة السباع، والله لأنزلن إليها) فقام السلطان والناس والحاشية فجاءوا وفتحوا باب تلك البركة فنزل

1 - جامع كرامات الأولياء 2: 257، الاتحاف: 156، والفصول المهمة: 245.
2 - في كشف الغمة زيادة: انزل إلى بركة السباع يتبين لك الأمر.
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»