مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٣٦٠
وسئل عن الذل واللؤم فقال: من لا يغضب من الجفوة، ولا يشكر على النعمة.
وسئل عن العقوق فقال: أن تحرمها (1).
ونقل أن إعرابيا دخل المسجد الحرام فوقف على الحسن (عليه السلام) وحوله حلقة فقال لبعض جلساء الحسن: من هذا الرجل؟ فقال له: الحسن بن علي بن أبي طالب.
فقال: الإعرابي: إياه أردت.
فقال له: وما تصنع به يا إعرابي؟ فقال: بلغني إنهم يتكلمون فيعربون في كلامهم، وإني قطعت بواديا وقفارا وأودية وجبالا وجئت لأطارحه الكلام، واسأله عن عويص العربية.
فقال له جليس الحسن: إن كنت جئت لهذا فابدأ بذلك الشاب. وأومى إلى الحسين (عليه السلام) فوقف عليه وسلم فرد عليه السلام ثم قال: (وما حاجتك يا إعرابي؟).
فقال: إني جئتك من الهرقل والجعال والأينم والهمم.
فتبسم الحسين (عليه السلام) وقال: (يا إعرابي لقد تكلمت بكلام ما يعقله إلا العالمون).
فقال الإعرابي: وأقول أكثر من هذا، فهل أنت تجيبني على قدر كلامي؟
فقال له الحسين (عليه السلام): (قل ما شئت فاني مجيبك عنه).
فقال الإعرابي: إني بدوي وأكثر مقالي الشعر، وهو ديوان العرب.
فقال له الحسين (عليه السلام): (قل ما شئت فاني مجيبك عليه).
فأنشأ يقول:

١ - وردت كلها في كشف الغمة ١: ٥٧٢.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»