فنظر إليها فوقعت في قلبه.
فقال لها: يا جارية أيم أنت أم ذات بعل؟
فقالت: بل أيم.
قال لها: فهل لك زوج لا تذم خلائقه؟
فقالت: نعم، ولكن لي أولياء أشاورهم. فتبعها فلما عاودها قالت: إن أوليائي أبوا أن ينكحوني إياك إلا على ثلاثة آلاف درهم وعبد وقينة.
قال: لك ذلك.
قالت: وشرط آخر.
فقال: وما (هو) (1) هذا الشرط!
قالت: قتل علي ابن أبي طالب.
فاسترجع وقال: ويحك ومن يقدر على قتل علي وهو فارس الفارسان!
فقالت: لا تكثر علينا، أما المال فلا حاجة لنا فيه ولكن قتل علي فهو الذي قتل أبي.
فقال لها: أما قتل علي فلا، ولكن إن رضيت مني أن أضرب عليا بسيفي ضربة فعلت.
فقالت: قد رضيت، فاترك سيفك عندي رهينة، فدفع إليها سيفه وانصرف.
فلما قدم علي (عليه السلام) الكوفة، واستقبله الناس يهنئونه بالظفر بالخوارج ودخل المسجد فصلى فيه ركعتين ثم صعد المنبر وخطب الناس وقال ما تقدم ذكره في فصل كرامته (2)، ثم دخل منزله فلما كانت الليلة التي تقدم ذكرها خرج من منزله لأجل صلاة الصبح، وكان في داره شئ من الأوز، فلما صار في صحن الدار