سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٤ - الصفحة ١٩٨
كان ملك قومه وكان له أخ من صلبه اثنا عشر رجلا ولم يكن لأبي النجاشي ولد غير النجاشي فأدارت الحبشة رأيها بينها فقالوا لو انا قتلنا أبا النجاشي وملكنا أخاه فإن له إثنى عشر رجلا من صلبه فتوارثوا الملك لبقيت الحبشة بملكهم دهرا طويلا لا يكون بينها اختلاف فعدوا عليه فقتلوه وملكوا أخاه فدخل النجاشي لعمه حتى غلب عليه فلا يدير أمره غيره وكان لبيبا فلما رأت الحبشة مكانه من عمه قالوا لقد غلب هذا الغلام على أمر عمه فما نأمن أن يملكه علينا وقد عرف أنا قتلنا أباه وجعلناه مكانه وأنا لا نأمن أن يملكه علينا فيقتلنا فمشوا إلى عمه فقالوا فأما ان تقتله وإما ان تخرجه من بلادنا فقال ويحكم قتلتم أباه بالأمس وأقتله اليوم بل أخرجوه من بلادكم فخرجوا به فوقفوه في السوق فباعوه من تاجر من التجار فقذفه في سفينة بست مائة درهم أو سبعمائة درهم فانطلق به فلما كان العشي هاجت سحابة من سحائب الخريف فخرج عمه يتمطر تحتها فأصابته صاعقة فقتلته ففزعوا إلى ولده فإذا هم محمقون ليس في أحد منهم خير فمرج على الحبشة أمرهم فقال بعضهم لبعض تعلمن والله أن ملككم الذي لا يصلح أمركم غير الذي بعتم الغداة فإن كان لكم بأمر الحبشة حاجة فأدركوه قبل أن يذهب فخرجوا في طلبه حتى أدركوه فردوه فعقدوا عليه تاجه وأجلسوه على سريره وملكوه فقال التاجر ردوا علي مالي كما أخذتم مني غلامي فقالوا لا نعطيك قال إذن والله أكلمه فقالوا وإن فمشى اليه فقال أيها الملك إني ابتعت غلاما فقبض مني الذين باعوه ثمنه ثم عدوا على غلامي فنزعوه من يدي ولم يردوا علي مالي فكان أول ما اختبر من صلابة حكمه وعدله أن قال لتردن
(١٩٨)
مفاتيح البحث: القتل (1)، الغلّ (2)، السفينة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»