في المسجد فجلسوا اليه فكلموه وسايلوه ورجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة فلما فرغوا من مسئلتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أرادوا دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله وتلا عليهم القرآن فلما سمعوا فاضت أعينهم من الدمع ثم استجابوا له وآمنوا به وصدقوه وعرفوا منه ما كان يوصف لهم في كتابهم من أمره فلما قاموا من عنده اعترضهم أبو جهل في نفر من قريش فقالوا خيبكم الله من ركب بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم لتأتوهم بخبر الرجل فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم وصدقتموه بما قال لكم ما نعلم ركبا أحمق منكم أو كما قالوا لهم فقالوا سلام عليكم لا نجاهلكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا نالو أنفسنا خيرا ويقال ان النفر النصارى من أهل نجران فالله أعلم أي ذلك كان ويقال والله أعلم ان فيهم نزلت هذه الآيات * (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون) * إلى قوله * (لا نبتغي الجاهلين) * 288 نا يونس عن أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل ابن عبد الرحمن قال بعث النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنى عشر رجلا يسئلونه ويأتونه بخبره فقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فبكوا وكان فيهم سبعة رهبان وخمسة قسيسين أو خمسة رهبان وسبعة قسيسين ففيهم أنزل الله * (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع) * إلى آخر الآية 289 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال سألت الزهري عن الآيات * (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول) *
(٢٠٠)