278 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال وقد قال عمر بن الخطاب فيما يزعمون بعد اسلامه يذكر ما رأت قريش من العبرة فيما كان أبو جهل هم به من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقائل يقول قالها أبو طالب الله أعلم بمن قالها (أفيقوا بني غالب وانتهوا * عن البغي في بعض ذا المنطق) (وإلا فأني إذن خائف * بوائق في داركم تلتقي) (تكون لغابركم عبرة * ورب المغارب والمشرق) (كما ذاق من كان من قبلكم * ثمود وعاد فمن ذا بقي) (غداة أتاهم بها صرصرا * وناقة ذا العرش إذ تستقي) (فحل عليهم بهاسخطة * من الله في ضربة الأزرق) (غداة يعض بعرقوبها * حسام من الهند ذو رونق) (وأعجب من ذاك من أمركم * عجائب في الحجر الملصق) (بكف الذي قام من حينه * إلى الصابر الصادق المتقي) (فأيبسه الله في كفه * على رغم ذا الخائن الأحمق) (أحيمق مخزومكم إذ غوى * بغي الغواة ولم يصدق) 279 نا يونس عن المبارك بن فضالة عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيها الناس انظروني وقريشا فإن غلبوني فسترون ذاكم وإن غلبهم الله لي فانتظروا فكف ناس وقالوا صدق إن غلب قريشا فما ذاك إلا من الله ليس من هذا فكفواعن قتاله وأما آخرون فهلكوا 280 نا يونس عن قيس بن الربيع عن حكيم بن الديلم عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن عباس في قوله تعالى * (وأنتم سامدون) * قال كانوا يمرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ألم تر إلى البعير يكون في الإبل فتراه يخطر بذنبه شائحا حديث الهجرة الأولى إلى الحبشة 281 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال فلما اشتد البلاء وعظمت الفتنة تواثبوا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الفتنة الآخرة التي أخرجت من كان هاجر من المسلمين بعد الذين كانوا خرجوا قبلهم إلى أرض الحبشة 282 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت لما ضاقت علينا مكة وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في منعة من قومه وعمه لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه فخرجنا إليها أرسالا حتى اجتمعنا بها فنزلنا بخير دار إلى خير جار امنا على ديننا ولم نخش منه ظلما فلما رأت قريش أن قد أصبنا دارا وأمنا أجمعوا على أن يبعثوا إليه فينا ليخرجنا من بلاده وليردنا عليهم فبعثوا عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة فجمعوا له هدايا ولبطارقته فلم يدعوا منهم رجلا إلا هيئوا له هدية على ذي حدة وقالوا لهما ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا فيهم ثم ادفعوا إليه هداياه وإن استطعتم أن يردهم عليكما قبل أن يكلمهم فافعلا فقدما عليه فلم يبق بطريق من بطارقته إلا قدموا إليه هديته وكلموه وقالوا له إنا قدمنا على هذا
(١٩٣)