الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات) - كميت بن زيد الأسدي - الصفحة ٤٩
وقال رضي الله عنه أنى ومن أين آبك الطرب * من حيث لا صبوة ولا ريب (1) لا من طلاب المحجبات إذا * ألقي دون المعاصر الحجب (2) ولا حمول غدت ولا دمن * مر لها بعد حقبة حقب (3) ولم تهجني الظؤار في المنزل القفر * بروكا وما لها ركب (4) جرد جلاد معطفات على الأورق * لا رجعة ولا جلب (5)
1 أنى بمعنى كيف. وآبك الطرب: أي رجع إليك. والطرب خفة تلحق الانسان من حزن أو فرح. والصبوة جهلة الفتوة واللهو من الغزل. والريب صروف الدهر.
2 الطلاب والمطالبة واحد وهو أن تطالب إنسانا بحق لك عنده. والمحجبات النساء والمعاصر والمعاصير جمع معصر التي أدركت وقاربت الحيض لأن الإعصار في الجارية كالمراهقة في الغلام.
3 الحمول الهوادج كان فيها النساء أو لم تكن. واحدها حمل ولا يقال حمول من الإبل إلا لما عليه الهوادج. والدمن جمع دمنة وهي آثار الناس وما سودوا من آثار البعر وغيره ودمنة الدار أثرها. والحقب جمع حقبة وهي مدة من الدهر لا وقت لها.
4 الظؤار جمع ظئر العاطفة على غير ولدها المرضعة له من الناس والإبل وهنا الظؤار بمعنى أثافي القدر شبهت بالإبل لتعطفها حول الرماد. وما لها ركب: أي أرجل.
5 جرد أي الأثافي جمع أجرد: لا وبر عليها ولا شعر. وجلا د الواحد جلد والواحدة بالتحريك جلدة أي أشداء أقوياء على التشبيه بالإبل. والأورق الذي لونه بين السواد والغبرة يريد به الرماد. والرجعة بالفتح والكسر إبل تشتريها الأعراب ليست من نتاجهم. ومن قولهم: ارتجع فلان مالا وهو أن يبيع إبله المسنة والصغار ثم يشتري الفتية والبكار، وقيل هو أن يبيع الذكور ويشتري الإناث ويقال جاء فلان برجعة حسنة أي بشئ صالح اشتراه مكان شئ دونه. والجلب ما يجلب من الإبل إلى السوق.