الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات) - كميت بن زيد الأسدي - الصفحة ٥٤
وملة الزاعمين عيسى بنم الله * وما صوروا وما صلبوا (1) مهاجرا سائلا وقد شالت ال * حرب لقاحا لغبرها الكثب (2) في طلق ميح للأوس والخزرج ما لا تضمن القلب (3)
1 يعني أنكرت فينا ملة الزاعمين بأن عيسى ابن الله وما صوروا من الأفكار وبأنه صلب. وملة معطوف على النسب. وابنم لغة في ابن.
2 شالت الحرب ارتفعت وتسعر نارها كما تشول الناقة بذنبها إذا لقحت وامتنعت عن الفحل. ولقاحا: شبه الحرب بالإبل اللقاح من لقحت الناقة إذا حملت: إنما يضرب مثلا لشدة الحرب. والغبر بقية كل شئ وقد غلب ذلك على بقية اللبن في الضرع. والكثب جمع كثبة بالضم فالسكون وهي من اللبن القليل منه. وقيل هي مثل الجرعة تبقى في الإناء. يقال: أكثب الرجل سقاه كثبة من لبن.
3 في طلق: أي في قصد ووجهة، والطلق في الأصل سير الإبل يقال: طلقت الإبل فهي تطلق إذا كان بينها وبين الماء يومان. فاليوم الأول الطلق والثاني القرب.
وأطلقها صاحبها إذا خلى وجوهها إلى الماء. وميح أي جمع من الميح وهو أن ينزل الرجل إلى قرار البئر إذا قل ماؤها فيملأ الدلو بيده يميح فيها بيده. والميح يجري مجرى المنفعة وكل من أعطى معروفا فقد ماح ومحت الرجل أعطيته. والأوس والخزرج من الأنصار. والقلب جمع قليب: البئر. وتضمن أي تتضمن وتحتوي.
يقول: سار رسول الله صلى الله عليه وآله مهاجرا فكان في قصده وهجرته خير وفضل كثير ناله الأنصار.