الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات) - كميت بن زيد الأسدي - الصفحة ٤١
محاسن من دنيا ودين كأنما * بها حلقت بالأمس عنقاء مغرب (1) فنعم طبيب الداء من أمر أمة * تواكلها ذو الطب والمتطبب (2) ونعم ولي الأمر بعد وليه * ومنتجع التقوى ونعم المؤدب (3) سقى جرع الموت ابن عثمان بعد ما * تعاورها منه وليد ومرحب (4) وشيبة قد أثوى ببدر ينوشه * غداف من الشهب القشاعم أهدب (5)

1 - حلق الطائر في الجو أي ارتفع وبها: أي بالمحاسن. والعنقاء المغرب: كلمة لا أصل لها يقولون أنها طائر عظيم لا ترى إلا في الدهور وهي من خرافات الأولين.
ومغرب أي أنها تغرب بكل ما أخذته يقال طارت به عنقاء مغرب يضرب مثلا لمن يئس منه.
2 تواكلها يريد وكلها بعضهم إلى بعض. وطبيب الداء أي العالم بدوائه. فيراد به علي بن أبي طالب عليه السلام والمتطبب الذي يطلب علم الطب.
3 ولي الأمر: هو علي ووليه أي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومنتجع التقوى أي مصدر التقوى والانتجاع والنجعة طلب الكلا والغيث يقال: انتجعنا فلانا إذا أتيناه نطلب معروفه. وفي المثل: من أجدب انتجع.
4 ابن عثمان هو طلحة بن أبي طلحة بن العزي بن عثمان قتله علي عليه السلام يوم أحد ومعه لواء المشركين. ووليد بن عتبة بن ربيعة قتله علي أيضا في غزوة بدر. ومرحب اليهودي. تعاورها: أي تداولها والمراد تناولها: أي جرع الموت.
5 شيبة بن ربيعة بن عبد شمس قتله علي وحمزة. وأثوى أي أقام والأهدب أي الكثير الريش. وتنوشه تناوله قال تعالى: " وأنى لهم التناوش من مكان بعيد " أي التناول. والقشعم هو الكبير من النسور والنسر إذا كبر أبيض فهو أشهب. والغداف أراد نسرا قد اسود.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست