الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات) - كميت بن زيد الأسدي - الصفحة ٣٦
فيا لك أمرا قد أشتت أموره * ودنيا أرى أسبابها تتقضب (1) يروضون دين الحق صعبا مخرما بأفواههم والرائض الدين أصعب (2) إذا شرعوا يوما على الغي فتنة * طريقهم فيها عن الحق أنكب (3) رضوا بخلاف المهتدين وفيهم * مخبأة أخرى تصان وتحجب (4) وإن زوجوا أمرين جورا وبدعة أناخوا لأخرى ذات ودقين تخطب (5)

1 أشتت تفرقت. وتتقضب تتقطع.
2 يروضون أي يذللون. والمخرم من الإبل الصعب الذي يذلل بالركوب. وفي بالمثل: يركب الصعب من لا ذلول له أي يتجشم من الأمر ما لا بد منه على مشقة منه اضطرارا إليه يقول أن من الذين ينكرون ميراث الرسول يتصرفون في معاني كتاب الله ويفسرونه على ما يهوون.
3 أنكب أي مائل. يقول: إذا ساروا في أمر يرغبونه أظهروه على خلاف الحق حسب ما تهواه أنفسهم وتميل إليه وغائبهم.
4 بخلاف المهتدين: أي بمخالفتهم وهم النبي صلى الله عليه وآله ومن تبعه. ومخبأة أي ضلالة قد خبؤها في نفوسهم لا يظهرونها، وقيل لأنهم قالوا الخليفة أفضل من الرسول حتى قام إلى هشام رجل فقال أخليفتك الذي يخلفك في مالك وأهلك هو أعظم قدرا عندك أم رسولك الذي ترسله في حاجتك فقال بل خليفتي قال فأنت أعظم قدرا عند الله تعالى.
5 زوجوا جمعوا. والجور الظلم ويروى أطافوا أي طافوا حول بدعة أخرى وذات ودقين من ودقت السماء أي قطرت. والودق المطر كله شديدة وهينه ويقال للحرب الشديدة ذات ودقين تشبه بسحابة ذات مطرتين. وهنا يريد الداهية العظيمة يقال داهية ذات ودقين أي ذات وجهين كأنها جاءت من وجهين. وتخطب أي تطلب.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست