الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات) - كميت بن زيد الأسدي - الصفحة ٣٩
وحاردت النكد الجلاد ولم يكن * لعقبة قدر المستعيرين معقب (1) وبات وليد الحي طيان ساغبا * وكاعبهم ذات العفاوة أسغب (2) إذا نشأت منهم بأرض سحابة * فلا النبت محظور ولا البرق خلب (3) وإن هاج نبت العلم في الناس لم تزل * لهم تلعة خضراء منه ومذنب (4)
1 حاردت قلت ألبانها من شدة الزمان. والنكد النوق الغزيرات من اللبن.
ويروى: مكد جمع مكداء وهي التي ثبت غزرها ولم ينقص لبنها. والجلاد: النوق الشداد جمع جلدة وهي أدسم الإبل لبنا. والعقبة مرقة ترد في القدر المستعارة وأعقب الرجل رد إليه ذلك. وكان الفراء يجيزها بالكسر بمعنى البقية والمعقب الذي يترك في القدر: يعني لا يردون القدر إلا فارغة لشدة الزمان.
2 وطيان الجائع الذي لم يأكل شيئا من الطوى الجوع وساغب جائع قال تعالى:
في يوم ذي مسبغة. والكاعب المرأة قد تكعب ثدياها. والعفاوة الشئ يرفع من الطعام للجارية تسمن فتؤثر بها. وقال الجوهري: ما يرفع من المرق أولا يخص به من يكرم. تقول: عفوت له من المرق إذا غرفت له أولا وآثرته به.
3 البرق الخلب الذي لا غيث فيه كأنه خادع يومض حتى تطمع بمطره ثم يخلفك ومنه قيل لمن يعد ولا ينجز وعده: إنما أنت كبرق خلب وكأنه من الخلابة وهو الخداع بالقول اللطيف. ونشأت منهم أي من بني هاشم يقول: إذا أقاموا في الأرض رأيت كرمهم عظيما وإذا وعدوا أنجزوا.
4 هاج النبت هلك ويقال: هاج البقل إذا يبس واصفر، قال تعالى: ثم يهيج فتراه مصفرا. والتلعة مجرى الماء من أعلى الوادي إلى بطون الأرض. والمذنب مسيل ما بين تلعتين. ويقال لمسيل ما بين التلعتين ذنب التلعة وفي المثل: فلان لا يمنع ذنب تلعة لذله وضعفه.