المقدمة ان تاريخنا العربي حافل بالكثير من الشخصيات الفذة التي ساهمت بمواقفها البطولية وتضحياتها الرائعة في صنع هذا التاريخ. بيد أن فئة غير قليلة من هؤلاء، لم نجد لها محلا لائقا في مجالات التقييم والنشر، فظل بعضها مطموسا في صفحات الكتب القديمة، والآخر تناولته الأقلام بشكل عابر، فما زادت القارئ الا فضولا والا تشويقا لمعرفة المزيد.
وسليمان بن صرد الخزاعي موضوع كتابنا، هو من تلك الفئة التي تكاد تكون شبه مجهولة حتى للقارئ التاريخي في كثير من الأحيان. ويرتبط اسم سليمان بثورة التوابين التي قامت كردة فعل عفوية لمصرع الحسين في كربلاء، وانبثاقا من الشعور بالذنب الذي غمر الكوفة حينئذ، ومحاولة للتكفير عنه بأية وسيلة.
والواقع ان حركة التوابين التي قامت بزعامة سليمان ورفاقه من قادة الحزب الشيعي، هي طراز فريد بين