عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٥٧٦
واستهل سنة ثلاث وثلاثين ومائتين والف واستهل المحرم بيوم الاثنين ووالي مصر وحاكمها الوزير محمد علي باشا وهو المتصرف فيها قبليها وبحريها بل والأقطار الحجازية وضواحيها وبيده أزمة الثغور الاسلامية ووزيره محمد بك لاظ المعروف بكتخدا بك وهو قائم مقامه في حال غيابه وحضوره والمتصدر في ديوان الاحكام الكلية والجزئية وفصل الخصومات ومباشرة الأحوال نافذ الكلمة وافر الحرمة واغات الباب إبراهيم آغا ومتولي أيضا امر تعديل الأصناف ليوفر على الخزينة ما يأكله المتولي على كل صنف ويخفي امره فيشدد الفحص في المكيل والموزون والمذروع حتى يستخرج المخبأ ولو قليلا فيجمتمع من القليل والكثير من الأموال فيحاسب المتولي مدة ولايته فيجمتع له مالا قدره له على وفاء بعضه الان ذلك شيء قد استهلك في عدة أيدي اشخاص واتباع ويلزم الكبير بإدائه وبقاسي ما يقاسيه من الحبس والضرب وسلب النعمة ومكابدة الأهوال وسلحدار الباشا سليمان آغا عوضا عن صالح بك السلحدار لاستعفائه عنها في العام السابق وهو المسلط على اخذ الأماكن وهدمها وبنائها خانات ورباعا وحوانيت فيأتي إلى الجهة التي يختار البناء فيها ويشرع في هدمها ويأتيه ارباها فيعطيهم أثمانها كما هي في حججهم القديمة وهو شيء نادر بالنسبة لغلو أثمان العقارات في هذا الوقت لعموم التخرب وكثرة العام وغلاءالمؤن وضيق المساكن بأهلها حتى أن المكان الذي كان يؤجر بالقليل صار يؤجر بعشرة أمثال الأجرة القديمة ونحو ذلك ومحمود بك الخازندار وخدمته قبض أموال البلاد والاطيان والرزق وما يتعلق بذلك من الدعاوي والشكاوي وديوانه بخط سويقة اللالا والمعلم غالي كاتب سر الباشا ورئيس الأقباط وكذلك الدفتردار محمد بك صهر الباشا وحاكم الجهة القبلية والروزنامجي مصطفى أفندي واغا مستحفظان حسن آغا البهلوان والزعيم علي آغا الشعراوي ومصطفى آغا كرد المحتسب وقد بردت همته عما كان عليه ورجع الحال في قلة الادهان كالأول وازدحم
(٥٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 ... » »»