عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٣٠
ثلاثون كيسا على كل ناظر عشرة أكياس فبهت الجماعة وتحيروا في امرهم ولم يعلموا ما يقولون وفي الحال جذبوهم إلى الحبس وفيهم رجل من جماعة المشهدية عاجز لا يقدر على القيام فسعى عليه حريمة وخشداشينة وصالحوا عليه بكيسين وخلصوه واما الاثنان الآخران فاستمر في الحبس والحديد مدة طويلة وأمثال ذلك وفي أو آخره أفرجوا عن السيد علي المدني بعد ما قرروا عليه أربعة آلاف ريال خلاف البراني وأمثال ذلك كثير شهر جمادي الثانية سنة 1219 استهل بيوم الخميس في حضرة القاضي الجديد إلى جهة بولاق وركب في يوم الجمعة فطلع إلى القلعة وسلم على الباشا ورجع إلى المحكمة وكان عندما وصل إلى رشيد ارسل إلى الباشا ليامر له بعمارة المحكمة فأمر الباشا أصحابها بالعمارة وأمرهم بالاجتهاد في ذلك وفيه فقد اللحم وشح وجوده وكذلك السكر والعسل واما العسل الأبيض فبلغ الرطل خمسين نصفا إن وجد لعدم الوارد من ناحية قبلي وقلة المرعى بالجهة البحرية واستقر الألفي الكبير جهة اللاهون وبقية الجماعة جهة المنية واسيوط وعثمان بك حسن بجبل الطير بالبر الشرقي وفي خمسه اشيع سفر محمد علي إلى بلاده وكذلك احمد بك وغيرهم من أكابرهم وشرعوا في بيع جمالهم وبلادهم ومتاعهم وكثر لغط الناس بسبب ذلك وكثر افساد العساكر وخطفهم وأغلق أهل الأسواق الدكاكين وخاف الناس المرور وتطيروا منهم وخصوصا الانكشارية وفي يوم الثلاثاء سادسه مر محمد علي وخلفه عدة كبيرة من العسكر وهو ماش على اقدامه كذلك حسن بك أخو طاهر باشا وعابدي بك واغات الإنكشارية والوالي وجلس منهم جماعة جهة الغورية وخان الخليلي ساعة ثم ذهبوا وكأنهم يطمنون الناس وامام بعضهم المناداة بالتركي بالأمن والأمان وفتح الدكاكين وكل من تعرض لكم اقتلوه وفي اثر
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»