عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٣٣
وفي يوم الأربعاء طلع محمد علي إلى القلعة فخلع عليه الباشا فروة سمور على سفره إلى قبلي وبرز بوطاقه إلى خارج وفي يوم الأربعاء سادس عشرينه اتهموا قادري أغا بأنه يكاتب الامراء المصرية القبالى ومنعوه من السفر إلى قبلي وأمروه بأن يسافر إلى بلاده فركب في عسكره وذهب إلى بولاق وفتح وكالة علي بك الجديدة ودخل فيها بعسكره وامتنع بها وانضم اليه كثير من العسكر فحضر اليه محمد علي وكلمهم وكذلك حضر إليهم الباشا ببولاق فلم يمتثلوا وقالوا لا نسافر ولا نذهب الا بمرادنا واعطونا المنكسر من علوفاتنا فتركوهم ونادوا على خبازين بولاق لا يبيعون عليهم الخبز ولا المأكولات فأرسل قادري أغا إلى المحتسب وقال له نحن نأخذ العيش بثمنه فان منعتموه من الأسواق طلعنا إلى البيوت واخذنا ما فيها من الخبز ويترتب على ذلك ما يترتب من الافساد فأخبروا الباشا بذلك فأطلقوا لهم بيع الخبز وغيره واستمر على ذلك أياما وفيه شرعوا في تحرير فردة على البلاد وكتبوا دفاترها الاعلي ثمانون ألف فضة ودون ذلك ويتبعها على كل بلد جملان وسمن واغنام وقمح وتبن وشعير وفي أواخره حصلت نوة وتتابع مرور الغيوم وحصل رعد هائل ودخل الليل فكثر الرعد والبرق وتبعه المطر ثم حضر أناس بعد أيام من جهة شرقية بلبيس وأخبروا انه نزل بناحية مشتول صواعق أهلكت نحو العشرين من بني ادم وابقارا واغناما وعميت أعين اشخاص من الناس وفي هذا الشهر شرعوا في عمل كسوة الكعبة بيد السيد احمد المحروقي فقيد بها وكيله بذلك وشرعوا في عملها في بيت الملا بحارة المقاصيص شهر شعبان سنة 1219 استهل بيوم الاحد في رابعة حضر لحسن بك طوخان وطلع إلى القلعة
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»