عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٩
التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في قوله تعالى * (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) * فهذه السبعة تكون الخبائث والقبائح وليست هي في نفسها أمورا مذمومة بل قد تكون معينة على الآخرة إذا صرفت في محلها وعن مطرف عن أبيه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرا * (ألهاكم التكاثر) * قال يقول ابن آدم مالي مالي فهل لك يا ابن ادم من مالك الا ما اكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت إلى غير ذلك ومحبة الرسول بتصديقه واتباع شريعته وسنته لا بمخالفة أوامره وكنز المال بحجرته وحرمان مستحقيه من الفقراء والمساكين وباقي الأصناف الثمانية وان قال المدخر اكنزها لنوائب الزمان ليستعان بها على مجاهدة الكفار والمشركين عند الحاجة إليها قلنا قد رأينا شدة احتياج ملوك زماننا واضطرارهم في مصالحات المتغلبين عليهم من قرانات الإفرنج وخلو خزائنهم من الأموال التي افنوها بسوء تدبيرهم وتفاخرهم ورفاهيتهم فيصالحون المتغلبين بالمقادير العظيمة بكفالة احدى الفرق من الإفرنج المسالمين لهم واحتالوا على تحصيل المال من رعاياهم بزيادة المكوس والمصادرات والطلبات والاستيلاء على الأموال بغير حق حتى افقروا تجارهم ورعاياهم ولم يأخذوا من هذه المدخرات شيئا بل ربما كان عندهم أو عند خونداتهم جوهر نفيس من بقايا المدخرات فيرسلونه هدية إلى الحجرة ولا ينتفعون به في مهماتهم فضلا عن اعطائه لمستحقه من المحتاجين وإذا صار في ذلك المكان لا ينتفع به أحد الا ما يختلسه العبيد الخصيون الذين يقال لهم اغوات الحرم والفقراء من أولاد الرسول وأهل العلم والمحتاجون وأبناء السبيل يموتون جوعا وهذه الذخائر محجور عليها وممنوعة منها إلى أن حضر الوهابي واستولى على المدينة واخذ تلك الذخائر فيقال انه عبى أربعة سحاحير من الجواهر المحلاة بالالماس والياقوت
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»